"أونكتاد": إفريقيا يمكن أن تصبح قوة جديدة في سلاسل الإمداد الدولية
"أونكتاد": إفريقيا يمكن أن تصبح قوة جديدة في سلاسل الإمداد الدولية
أفاد تقرير صادر عن منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، بأن الاقتصادات الإفريقية يمكن أن تسهم بشكل كبير في سلاسل الإمداد الدولية عبر الاستفادة من مواردها الهائلة من المواد التي تحتاج إليها قطاعات التكنولوجيا المتقدمة وأسواقها المتنامية.
ونشر الموقع الرسمي للمنظمة التقرير الخاص بالتنمية الاقتصادية في إفريقيا، والذي ذكر أن خلق بيئة مواتية للصناعات التكنولوجية سيساعد في رفع الأجور، التي يُقدر أدنى معدلاتها بمئتين وعشرين دولارا شهريا فيما يبلغ معدل الأجور في الأمريكتين 668 دولارا.
وأكد التقرير حاجة القارة الإفريقية إلى مزيد من الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة للمساعدة في سد فجوة الاستثمار الكبيرة في هذا المجال والتصدي للعقبات الأخرى أمام تصنيع لوحات الطاقة الشمسية في القارة.
قال "الأونكتاد"، إنه يتعين على الاقتصادات الإفريقية اغتنام الفرصة للاندماج بشكل أفضل في سلاسل التوريد العالمية كثيفة التكنولوجيا وتعزيز الرخاء، لكن هذا يعتمد على قدرتها على تسخير اتجاهات السوق والاستثمار الرئيسية.
وفي التقرير الجديد، يبين الأونكتاد أن إفريقيا يمكن أن تصبح مصدرا رئيسيا للسلع ذات القيمة المضافة الأعلى، ما يخلق النمو وفرص العمل، ويغذي زيادة الإنتاجية والأجور.
ولدى إطلاق التقرير في نيروبي، أصرت الأمينة العامة للأونكتاد ريبيكا غرينسبان على أنه سيوفر مستقبلا أفضل لاقتصادات القارة.
وقالت "غرينسبان" إن تنويع التجارة "يبني المرونة ويعزز الابتكار"، مضيفة أن التنويع كان "مفتاحا" لتنمية القطاع الخاص وفرص العمل لسكان إفريقيا المتزايدين.
الميزة التنافسية لإفريقيا
وسلطت "غرينسبان" الضوء على 3 عوامل تدفع الفرصة "الهائلة" للقارة، من وجهة نظر جيوسياسية، تسعى البلدان والشركات إلى تنويع مورديها وبالتالي تقليل المخاطر.
وقالت "غرينسبان" إن إفريقيا في وضع جيد للاستفادة من هذا الاتجاه، والذي يوفر مع منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية "تآزرا كبيرا" للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية.
وتتمتع إفريقيا أيضا بميزة فريدة وسط صعود سوق الطاقة المتجددة، حيث إنها مصدر حيوي للمواد الخام للصناعات كثيفة التكنولوجيا، على سبيل المثال الليثيوم، الضروري لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.
وقالت "غرينسبان" إن لديها إمكانية أن تصبح وجهة للتصنيع ويجب أن تسعى إلى تصدير سلع تامة الصنع أكثر تعقيدا بدلا من السلع فقط.
أما عن التركيبة السكانية، فإن إفريقيا لا تفتخر بقوة عاملة شابة ديناميكية فحسب، بل أيضا بطبقة متوسطة "مزدهرة" تقدم أسواقا استهلاكية محلية لسلع التكنولوجيا الفائقة.
إمكانات غير مستغلة
ويحلل التقرير "الإمكانات غير المستغلة" للبلدان الإفريقية لتعزيز مكانتها في صناعات السيارات والطاقة الشمسية والأدوية.
ومن الأمور المشجعة، أشارت غرينسبان إلى أن نمو النظام الإيكولوجي التكنولوجي في إفريقيا قد أثبت بالفعل أنه مثير للإعجاب، حيث إن "مراكز الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد وبلوكتشين والتكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية تزدهر" في بلدان مثل كينيا، ما يعزز الابتكار ويعزز فرصة إفريقيا للاستيلاء على سلاسل التوريد العالمية كثيفة التكنولوجيا.
جذب الاستثمار
ويسلط التقرير الضوء على حقيقة أن نحو 2% فقط من الاستثمارات العالمية في مجال الطاقة المتجددة تذهب حاليا إلى إفريقيا.
وقال مدير شعبة إفريقيا وأقل البلدان نموا والبرامج الخاصة في الأونكتاد، بول أكيوومي، إنه من أجل دفع المزيد من الاستثمار الخاص على نطاق واسع، سيتعين إزالة الحواجز التنظيمية ووضع خطط إقليمية للتنمية الصناعية.
واستشهد "أكيوومي" بمثال اتفاق إقليمي بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا، يسمح بإنشاء منطقة صناعية لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، كما سلط الضوء على أهمية تسجيل المنتجات والملكية الفكرية من أجل جذب المستثمرين.
تخفيف عبء الديون
وشددت "غرينسبان" على أنه لكي تتمكن إفريقيا من الاستفادة من ميزتها التنافسية، تحتاج اقتصادات القارة إلى تخفيف عبء الديون لخلق حيز مالي حتى تتمكن البلدان من الاستثمار في تعزيز سلاسل التوريد وفي تعليم قوتها العاملة.
وأشارت إلى أن البلدان الإفريقية تدفع مقابل الاقتراض 4 أضعاف ما تدفعه الولايات المتحدة و8 أضعاف ما تدفعه الدول الأوروبية، كما يتبين من تقرير الأونكتاد الأخير المعنون "عالم الديون".